
تعتبر العين من أهم وأجمل جزء في جسم الإنسان ولا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها وهي التي خلقها الله سبحانه وتعالى للإنسان نورا يرى به العالم من حوله ويصنع بها مستقبله لكن هناك بعض الأمراض التي تتسبب للإنسان في الإزعاج والخوف على تلك الجوهرة ومن هذه الأمراض الحول.
يقول الدكتور وليد محمد عبدالله استشاري طب العيون وزميل كلية الجراحين الملكية البريطانية جلاسكو وزميل باسكم بالمر للعيون بجامعة ميامي بالولايات المتحدة وزميل جامعة ليموج بفرنسا وعضو المجلس العالمي للعيون: الحول يعتبر من التخصصات التي لها علاقة مباشرة بالأطفال لأن الأطفال يستفيدون من هذا العلاج في الحفاظ على البصر ولا يكون فقط علاجا جماليا وشكليا لكن الأطفال تستفيد من هذا العلاج في تجنب العديد من مشاكل الإبصار في المستقبل.
وأشار الدكتور وليد عبدالله إلى أن الحول أكثر من 14 نوعا فهناك الحول الخلقي والذي يفضل علاجه مبكرا ولا ننتظر حتى يكبر الطفل كما هو معتاد فهناك أنواع تظهر في أول 3 أو 4 سنين من عمر الطفل ولا يكون بسبب حول خلقي ولكن بسبب عيب في نظر الطفل والإبصار سواء بضعف البصر أو طول نظر الطفل والعلاج يكون بإصلاح عيب الإبصار أولا وبالتالي إصلاح عيب البصر سواء بتركيب نظارة أو ما شابه وإذا لم يتم العلاج بهذه الطريقة يكون بالعلاج الجراحي وهناك أيضا الحول الذي يصيب كبار السن فعند الشباب يكون الحول بسبب ضعف البصر أو بسبب اختلال تعبيرات العين وهناك الحول الداخلي والخارجي أو الأفقي والرأسي فالناس تهتم بالأسباب أكثر من المسببات حيث يعتقدون أن الحول كله خلقي لكن هناك نوعين فقط من الحول الخلقي والباقي له أسباب صحية مرتبطة بالعين وهناك أنواع ناتجة عن الإصابات في الحوادث أو السقوط وهذه الأنواع من الحول تعالج بالتدخل الجراحي.
وأضاف الدكتور وليد عبدالله بأن كل الحول يعالج لكن هناك أنواعا من الحول أهملها صاحبها ويكون علاجها صعبا ويكون رجوع البصر إلى حالته الطبيعية غير ممكن لكن رجوع شكل العين يكون ممكنا بعد التدخل الجراحي لذلك ننصح الأهل بعلاج الحول في الأطفال لأن العلاج في الأطفال يكون أنجع وأنجح بنسبة 100% سواء في الشكل أو النظر أو الوظيفة أي أن ترى العينان سويا لأن الشخص المريض بالحول لا ترى عيناه معا سويا ويفقد جودة الرؤية فمثلا مريض الحول لا يستطيع رؤية الأفلام ذات الأبعاد الثلاثية وتقل عنده جودة الرؤية ونعني رؤية الخطوط أين تبدأ وتنتهي والمربعات وأشكالها فمريض الحول الصورة عنده مختلة فعند المرور في باب قد لا يستطيع مريض الحول إدراكه مما يجعله يدخل في الجدار بدلا من الباب وكل هذه الوظائف تختل عند مريض الحول.
إننا نحارب فكرة علاج الحول في سن معينة لأن السن في علاج مرض الحول ليس له مقياسا لأننا نقوم عند مجيء حالة للعلاج من الحول المتقطع مثلا نتركه حتى يسيطر عليه سواء بالنظارات أو التمارين فيستطيع عندها السيطرة على ذلك الحول ولا يحتاج إلى تدخل أو لا يستطيع فنضطر للتدخل جراحيا لإعادة العين إلى طبيعتها وهناك طفل عنده 6 شهور وعنده حول ثابت ولا نستطيع السيطرة عليه وغير منتظر السيطرة عليه لذلك نرى ضرورة عمل جراحة له في هذه السن الصغيرة.
والحول له علامات تستطيع الأم التعرف عليها بسهولة شديدة فالعينان تكونان غير متناسقتين مع بعضهما البعض وهناك حالة تكون العين اليمنى في اتجاه الأذن أو العين الشمال إلى الداخل ناحية الأنف أو إلى الخارج ناحية الأذن أو إلى الأسفل والأعلى فالحول ليس لازما أن يكون موجودا طوال الوقت فلو لاحظته مرة أو مرتين يكون حولا متقطعا لأن الحول يظهر في الأول متقطعا حتى في الكبار ثم يبدأ فقد السيطرة على العينين بالإضافة إلى زاوية الحول تسوء أو تقل لذلك نرى هذا التقطع يزيد أو ينقص أو يسهل السيطرة عليه أو يحتاج إلى تدخل جراحي فإذا ساءت نتدخل جراحيا لمعالجته لذلك كل حالة نتعامل معها على حدة.
والحول جزء من تخصص الأطفال الذي يحتاج دائما لفحص دوري خاصة في الفترة من 6 أشهر إلى 3 سنوات حتى نستطيع اكتشاف أي عيوب خلقية غير مرئية أو نكتشف أن هناك عيبا في الإبصار فيكون أحد العينين مختلفا عن الثاني مثلا أن تكون عين ضعيفة عن العين الأخرى مما ينتج عنه كسلا في العين نعاني منه في المستقبل وينتج الحول لأن الأطفال لا تشعر بهذه الأنواع ولا تستطيع التعبير عنها لذلك ننصح الآباء بعمل فحص نظر واحد لأطفالهم من سن 6 أشهر إلى 3 سنوات وهذا كفيل بتجنب المشاكل التي تنتج عن هذه العيوب وهذا لا يكلف كثيرا فهناك دعوة واحدة في العالم لعمل فحص نظر للأطفال قبل سن الحضانة أو 4 سنوات.