عيون أطفالنا هي من أغلى ما يملكون للمحافظة على عيونهم دائماً بصحة وعافية ليكون التواصل معهم في أفضل حالاته يحدثنا الدكتور وليد عبد الله، استشاري طب العيون ورئيس وحدة عيون الأطفال وتجميل العيون والحول في مركز الإستشاريون للعيون بمدينة دبي الطبية، وزميل كلية الجراحين الملكية البريطانية جلاسكو وزميل باسكم بالمر للعيون بجامعة ميامي بالولايات المتحدة وزميل جامعة ليموج بفرنسا وعضو المجلس العالمي للعيون.
*النصيحة الأولى للأبوين هي ملاحظة طفلهم ورؤية أي تغيرات تحدث في سلوكه مثل اقترابه من التلفاز وطريقة نظره للأشياء، هل يرى جيداً في الإضاءة الخافتة، هل يختلف عن أقرانه في مستوى الرؤية، هل يأخذ وضعا معينا للرأس والرقبة عند مشاهدة التلفاز، وهل يستطيع تمييز الألوان جيداً، هذه الملاحظات تلفت نظر الأبوين للحالة الصحية لعيون طفلهم ومراجعة الطبيب وبالتالي تجنب الطفل الكثير من المضاعفات في المستقبل.
*النصيحة الثانية: يجب على الأبوين فحص نظر الطفل ولو مرة واحدة قبل المدرسة وذلك من عمر 6 شهور حتى عمر سنتين فقد يتم الكشف عن شيئ غير ملحوظ فزيارة واحدة للطبيب في فترة ما قبل المدرسة لفحص أي تغير عن الطبيعي كفيل بتمتع الطفل بعيون سليمة وخالية من جميع الأمراض.
الوقاية خير من العلاج:
زواج الأقارب يعتبر السبب الأكثر شيوعا للعيوب الخلقية عند الأطفال، كما أن تجنب الأم تناول الأدوية وخاصة في الفترة الأولى من الحمل والتي تؤدي إلى تشوه العيون مثل الأدوية الهرمونية وغيرها من الأدوية الأخرى ولذلك فالوقاية خير من العلاج، فيجب على الأم عدم تناول أي أدوية خاصة في الفترة الأولى من الحمل، وكذلك تجنب الأمراض المعدية والإختلاط بحامليها أثناء فترة الحمل.
الأطفال والنظارات:
إذا نصح الطبيب بلبس النظارة فيجب على الأهل الإسراع في ذلك لأن الأضرار الناجمة عن عدم ارتداء الطفل للنظارة تكون كبيرة وقد تؤدي إلى كسل العين وهو من أخطر الأمراض وقد يستغني الطفل عن النظارة في المستقبل بعد تحسن نظره فالهدف من النظارة هو أن يرى جيدا مما يؤدي إلى قدرة تحصيل كاملة وجيدة كما أن الفكرة الشائعة في تعود الطفل على النظارة هي أبعد ما تكون عن الصحة.
من أهم الأسئلة المعتادة في هذه الأيام هي الأجهزة الإلكترونية وتأثيرها على عيون أطفالنا والإجابة هي أن الشاشات لا تؤدي إلى ارتداء الطفل للنظارة الطبية وضعف البصر، ولكن طول فترة بقاء الأطفال أمام الشاشات قد تؤدي إلى جفاف العين واحمرارهما ونقص في جودة الرؤية لذا فمن الأفضل تقنين الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات.
مرض كسل العين عند الأطفال:
قد لا يلاحظه الأب والأم والسبب أن عين واحدة هي التي لا ترى جيدا مما يؤدي إلى الكسل إذا تم إهمالها ولم تعالج أسبابه في الفترة الأولى من العمر حتى 7 سنوات. وإذا لم يتم اكتشافه مبكرا فليس من الممكن علاجه في المستقبل.
اكتشاف المرض وعلاجه:
يحدث الكسل نتيجة التأخر في اكتشاف مرض معين في العين عند الطفل مثل أن يرى بعين واحدة أو الحول أو غيرها من الأمراض مما يؤدي إلى كسل العين وقد تتحسن حالة الطفل إذا تم اكتشافه وعلاجه قبل 7 سنوات فإذا تعدى الطفل هذا العمر قد لا يجدي معه تركيب نظارة أوعلاج سبب الكسل نتيجة تعوّد المخ على هذا الوضع من العين في حين قد ينجح علاج كسل العين ويتحسن البصر. حتى يصل في بعض الأطفال إلى6/6 ولكن الأهم هو اكتشاف المرض مبكراً في سن مناسب والتأخير يزيد من صعوبة علاج تلك الحالة.
عندما نتكلم عن مشكلات البصر عند الأطفال فلا بد أن نتكلم عن الحول. والحول بأنواعه المختلفة يقترن دائماً بالطفولة هو وكسل العين. وعلاج وإصلاح الحول ممكن في أي سن، ولكن عند الأطفال وفي فترة مبكرة من العمر وذلك تبعاً للحالة يكون أنجح والمردود على النظر يكون أفضل لذلك يجب مراجعة الطبيب كي يتم التنسيق لجعل عملية علاج الحول في الفترة مناسبة.
– انسداد المجرى الدمعي عند الأطفال الذي يؤدي إلى استمرار الدموع التي ربما تؤدي إلى الالتهابات المستمرة والتلوث لذلك لا بد من الإسراع في علاجه في سن مبكرة، حيث أن عمليات التسليك وتركيب الأنابيب للمجرى الدمعي تعطي نتائج أفضل كلما كان السن أصغر.
ومن الأمراض نادرة الحدوث عند الأطفال النزول الأبيض والأسود وهو من الأمراض المرتبطة بالكبار ولكن من الممكن أن يصيب الأطفال في سن مبكرة وفي هذه الحالة وجب علاجه على يد مختص إزالة النزول للأطفال وذلك في أقرب فرصة.
وفي النهاية يقول الدكتور وليد عبد الله: أشد أنواع فقدان البصر هو في مرحلة الطفولة لذلك كانت معجزة سيدنا عيسى يبرئ الأكمه والأبرص والأكمه هو الشخص الذي فقد بصره منذ الولادة وإلى يومنا هذا ورغم التقدم العلمي الكبير لايزال هو أشد أنواع فقد البصر لأنه لا يصلح معه علاج لذلك لا بد من المحافظة على عيون أطفالنا وفحصها عند الطبيب بشكل دوري حتى يتمتعوا دائما بصحة بصر حادة على مدار سنين عمرهم.